الثلاثاء، ٢٠ أبريل ٢٠١٠

أنت في الملعب ؟

إنها الرحلة القصيرة ذات المعاني الكثيرة...
إنها كالنهر لا يمكن أن نغتسل منه مرتين...
النعمة التي وهبها الله للإنسان ومن لم يعرف قيمتها فقد غايتها... «الحياة».
«استفيدوا من اليوم الحاضر... لتكن حياتكم مذهلة خارقة للعادة. اسطوا على حياتكم امتصوا نخاعها الشوكي ما دام ذلك ممكنا فذات يوم لن تكونوا شيئا سترحلون كأنكم لم تكونوا» غادة السمان.
الإنسان هو المسؤول الأول عن شكل وحجم ولون وطعم حياته، فقد يرسمها لوحة فنية متناغمة العناصر بألوان زاهية أو لوحة فاقدة المعاني تسكنها ألوان قاتمة متناثرة، فكل ما يحدث في حياتنا نابع من الأشياء التي تدور في بوتقة النفس الداخلية وليس في العالم الخارجي، فنحن وحدنا الذين نملك أن نرضى عنها أو نسخط عليها نتفاعل معها سلبا أو إيجابا باستعدادنا النفسي للابتهاج أو السخط، فليست مجريات الأحداث من حولنا هي التي تصنع رؤيتنا للحياة بل أن رؤيتنا للحياة هي التي تصنع نظرتنا للأحداث. وإذا تخيلنا أن الحياة عبارة عن مباراة فسنجد فيها أنواعاً من الناس... اللاعبين والمتفرجين والمتعجبين والمتجولين، وعندما نتعرف عليهم ونتأملهم سنكتشف هل نحن من اللاعبين أم المتفرجين أو من الأنواع الأخرى.
أولاً اللاعبون: هؤلاء الذين يتمرنون ويتدربون بشكل مستمر ويبذلون أقصى ما عندهم من طاقة ليحققوا الأهداف في مباراة الحياة فكل لحظة لها قيمة، يهجرون منطقة الراحة والاحتياط، ويقدمون على المستطيل الأخضر بقلب يملأه الحماس والانضباط أما التفاؤل متنفسهم، المغامرة تسكن روحهم والمخاطرة محسوبة في جدولهم فهم دائما يسعون لتحقيق أهدافهم بثبات ويقبلون التحديات، يتعرضون للفشل أكثر من غيرهم ويدفعون ثمن النجاح من كل ذرة في كيانهم , يتسمون بالمثابرة فالكرت الأصفر والأحمر يدفعهم للحرص أكثر ليتعلموا من أخطائهم ويصلوا إلى التميز فيحققون كثيرا من الأهداف، التي تترك أثرا وتنطبع في الذاكرة مهما مر الزمان. إنهم قرروا أن يكونوا على ارض الملعب ويشاركوا بايجابية لتحقيق النجاح والفوز.
ثانيا المتفرجون: أولئك الجالسون في المدرجات, يراقبون الآخرين وهم يلعبون مباراة الحياة ويكتفون برصد نتائج الآخرين «تكريم، مكافأة، تقدير، وغيرها من دلالات النجاح...» يخشون التجربة ومع المحاولة الأولى وظهور المشقة والتحديات وخيبة الأمل ينسحبون ويهربون من ملعب الحياة وتنكسر عزائمهم، ويرجعون مقاعدهم في المدرجات ومعهم الأعذار التي أتقنوها والتفسيرات المتمكنة في أعماقهم لعدم تواجدهم. أنهم فقط يحلمون بالتغير وان يكونوا يوما لاعبين ويرضون بالحلول الوسط والقليل.
ثالثا المتعجبون: أما هؤلاء فلا يرون حتى الملعب, يتواجدون في أماكن إيقاف السيارات خارج استاد مباراة الحياة، يسمعون أصوات اللاعبين والمتفرجين ولكنهم لا يشكلون جزءاً من اللعبة، إنهم يعلمون أن شيئاً ما يحدث، لكنهم يتساءلون عن ماهية هذا الشيء لأنهم ببساطة لا يستطيعون رؤيته ولا يعلمون بما يحدث إلا من خلال وسيط وبعد حدوثه، يعيشون حياتهم معتمدين على المحفزات الخارجية فقط، يتبعون البرامج التي وضعها أشخاص آخرون، يرون العالم على هيئة أحداث وقعت وكان من الممكن أن تتم بشكل مختلف.
رابعا المتجولون: أشخاص ضائعون على الجانب الترابي للطريق السريع، بجوار مواقف السيارات، خارج مباراة الحياة تماماً لا يمتلكون أي فكرة أو خطة يحاولون أن ينفذوها إنهم أقرب إلى الريشة في مهب الريح يتنقلون من دون أهداف , تحكمهم احتياجاتهم الأساسية، يعيشون من أجل اللحظة الحالية ولا شيء بعدها.
وبعد أن تعرفنا على الأنواع الأربعة... هل اكتشفنا من نحن؟ أين مكاننا في مباراة الحياة؟ من يريد الفوز عليه المشاركة في المباراة... هل أنت في الملعب؟
«لا تنتظروا أن تعطي الحياة لحياتكم معنى... بل أنتم الملزمون بذلك»...
رومان غاري.

Amal_rand@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق