الثلاثاء، ١٩ يناير ٢٠١٠

الحان مميزة

الكون سيمفونية موسيقية بديعة , تتحد فيها كل جملة لحنية وكل ذبذبة صغيرة لتنتج لحن جميل , فكل كيان , كل إنسان , وكل شكل من أشكال الحياة يعد جملة لحنية أو ذبذبة في الموسيقى الكونية الكبرى , و حياتنا تسير في نسق هذا النظام الكوني لأنها جزء منه فتصبح نغمة مميزة تطرب النفس وكل من يحيط بها ولكن متى يحدث ذلك عندما تتناغم العلاقات الأساسية في حياة الإنسان وهي :
فعلاقة الإنسان بالله أول علاقة والأهم لأنها تؤثر على العلاقات الأخرى , فكلما شعرنا بالرضا والهدوء وسكينة النفس واستمتعنا بالعبادة ,وشعرنا بأهميتها وروعتها ستصبح حياتنا أحلى بمحبه الله .
العلاقة مع النفس : فالعلاقة مع النفس تتمثل في الصورة الذهنية التي نرسمها لها سواء كانت ايجابية أو سلبية , وكلما كانت في حالة من الانسجام والتوافق ينعكس ذلك على العلاقة مع الآخرين .. ففاقد الشئ لا يعطيه
العلاقة مع الآخرين : من منا يستطيع العيش منعزلا عن الناس ..الأصدقاء , الأهل , الزملاء , فأي بهجة للحياة نشعر بها إذا لم يشاركنا فيها من نحبهم . ولكن العلاقات الإنسانية شائكة بعض الشئ , لأنها قد تبنينا أو تهدمنا , ترفعنا عاليا أو تطرحنا أرضا , تضيف ألينا أو تنقص منا , تمنحنا الطاقة أو تسلبنا إياها , وفي بعض الأحيان ترجع أحزاننا إلى علاقات مع أشخاص غير مناسبين , لذلك علينا أن نحسن الاختيار ونقيم العلاقات , ونسأل أنفسنا ..هل الطرف الآخر يعبر لنا عن مشاعر طيبة أم سلبية ؟ هل يستنفذ طاقتنا ويلحق بنا الأذى ؟ هل ينتقدنا باستمرار ؟ وهناك نوع من البشر حريص على استنزاف المشاعر .. يأخذ ولا يعطي . فالهروب من هذا الصنف أفضل طريقة للفرار بالذات ونجاتها من بحر الانكسار واليأس . لأنها كالإيقاعات الصاخبة المزعجة تملأ حياتنا بالضجيج . أما من يدفعنا إلى الأمام ويحلق بنا في أفاق الجمال , ويبث في النفس كل حسن ويلهب المشاعر دوما بجميل الطباع والأخلاق ويحرك الحماس والتفاؤل تجاه الحياة فهذا العلاقة التي نحرص عليها . لأنها تطربنا بلحنها المميز . فقد روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة , لأنه كان يرى الاكتئاب والتشاؤم عدو . فالعلاقات الايجابية تنقلنا إلى مستوى أعلى . وتشجعنا وتخرج أفضل ما بداخلنا . وتجعلنا أفضل حالا مما كنا بدونها . فهي من أعظم هبات الحياة . وهناك نماذج من الناجحين المميزين التي أثرت حياتهم وأضافت الكثير لهم علاقاتهم الايجابية .فمثلا هيلين كيلر معجزة الإنسانية فاقدة السمع والنظر , التي تعلمت اللغة الانجليزية ,الألمانية ,الفرنسية ,اليونانية , اللاتينية وحصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم , والدكتوراه في الفلسفة , وقامت في جولات حول العالم لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال لمساعدتهم , كما إنها أنشأت كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم . تقول : " أصدقائي صنعوا قصة حياتي . بألف طريقة حولوا عجزي ونقائصي إلى ميزات جميلة , وجعلوني قادرة على أن أسير في سكينة وسعادة تحت الظل الذي أسقطه حرماني " . فالعلاقات الإنسانية بمختلف أشكالها جزء لا يتجزأ من تركيبتنا. فلنستمتع بالألحان المميزة ونتجنب الإيقاعات الصاخبة

الأربعاء، ١٣ يناير ٢٠١٠

حاجز أم حافز ؟


نافذة... الأمل / حاجز أم حافز؟

أمل الرندي

الحياة مليئة بالأشياء الجميلة والمؤلمة، المفرحة والمحزنة، المبهجة والقاسية... هكذا الحياة! ومع كل زخم الحياة وما تحمله لنا من أشياء متناقضة قد نجد من لا يستطيع الصمود طويلا أمام تقلباتها. وينكسر سريعا أمام الرياح المحملة بالآلام والأحزان ويكون أسير ظروفه، وهناك من يحولها إلى ميزة. فتكون حياته كالتربة الخصبة سمادها خبراته السابقة التي تجعلها تربة نضرة ليغرس فيها بذور النجاح، فأحيانا تكون المواقف المؤلمة والظروف القاسية ليس شيئا مذموما دائما ولا مكروها أبدا، فقد يكون خيرا للإنسان أن يتألم ليفجر أجمل ما بداخله كالمعادن الثمينة التي توجد في باطن الأرض نفجر الصخور التي تغلفها لنخرج أجمل ما بها من معادن. فمهم أن نستثمر الأشياء الجيدة في حياتنا وهناك الكثير من البشر يفعلون ذلك، ولكن المتميزين من البشر من يحولون الأشياء السيئة والظروف القاهرة والخسائر الى أرباح. فقد يكون اليتم والفقر والغربة والعاهات أسبابا للنبوغ والانجاز والتقدم والعطاء. فإذا لم يعش تولستوى حياة أليمة لم يبدع في روايته التي كتبها بقلم مغروس في جراحة، فكثير من العظماء والناجحين سواء من الرجال أو النساء كانت بحياتهم أسقام أو عاهات خلقية كافية أن تعرقل بلوغهم للنجاح ولكنهم حولوا المحنة إلى منحة، وهناك أمثلة كثيرة استطاعوا أن يحطموا الحواجز وجعلوها من حاجز لحافز ودرجة من درجات سلم النجاح ودافعا لأعمال مميزة وانجازات غيرت وجه العالم... توماس أديسون مخترع الكهرباء... كان أصم منذ صباه، لورد نيلسون قاهر أسطول نابليون... كان ذا عين واحدة، طه حسين عميد الأدب العربي... كان كفيفا، الجاحظ مثري الأدب العرب القديم... كان دميما، ابن تميمة معظم فتاوى كتبها وهو محبوس، بتهوفن نابغة الموسيقى... كان أصم، ديل كارينجي من رواد التنمية البشرية... عاش حياته متقلبا بين أحضان البؤس والشقاء.وكثيرون من البشر كان سبب تميزهم ونجاحهم الظروف، التي اعترضت طريقهم، فكلما تعلمنا من التجارب الفاشلة واستطعنا التغلب على الصعاب بقوة وثبات، وضعنا لبنات صلبة في أبراج النجاح، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فالانجازات اليومية الصغيرة تؤدي إلى نتائج ضخمة وكبيرة على مدى الأشهر والسنين. فلنجعل حياتنا ترنيمة جميلة لبهجة الحياة ونتذكر فقط أن الماضي خبرة سابقة، علينا أن نتعلم منها وأن المستقبل حلم جميل ينتظرنا، وليملأنا اليقين أن الأيام المقبلة أجمل وأنجح بإذن الله ولنهمس لأنفسنا بصوت باسم سعيد ونقول: هناك أيام أجمل تنتظرنا. Amal_rand@yahoo.com