الأربعاء، ١٦ ديسمبر ٢٠٠٩

أيقظ العملاق


حلم الثروة، حلم الشهرة، حلم النجاح، أحلام وأحلام...
الجميع لديه أحلام والجميع يتمنى أن تتحقق أحلامه ولكن...
وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
فلن تتحقق الأحلام الا بالعمل وقوة الايمان، التي تنطلق من الطاقة الكامنة داخلنا المتمثلة في الدوافع، فكلما زادت الدوافع زاد الحماس وزاد الانجاز واقتربنا من تحقيق الأحلام.
وكلمة الدوافع: تعني الشيء الذي يدفع الانسان للتصرف أو الحركة، والدوافع المتوهجة رفيقها النجاح، فالحياة من دون نجاح سواء في العمل أو الحياة الاجتماعية تصبح كعجلة مائلة تشعرك بوعورة الطريق، فالمتميزون يوقظوا العملاق الساكن داخلهم فتتغير الأفكار فتحرك السلوك فتتجسد الخريطة التي ترسم مسار الحياة فنشعر بالحماس في كل تصرفاتهم, في نغمة صوتهم المتفائلة، والعيون التي تتلألأ ببريق النجاح، وحركة الجسد الواثقة الثابتة، والروح المفعمة بالحيوية. فالحماس من أهم سماتهم بل سهم يخترق الآخرين ويجذبهم، فالعالم يفسح الطريق لهؤلاء الذين يعرفون الي أين هم ذاهبون. وقصة الحكيم الصيني مع الشاب الذي أراد أن يعرف سر النجاح، تجسد معنى الدوافع المشتعلة، فعندما سأله الشاب ما سر النجاح؟ رد عليه الحكيم بهدوء قائلا «سر النجاح... الدوافع» فسأله الشاب: من أين تأتي هذه الدوافع؟ فقال: من رغباتك المشتعلة... فاستغرب الشاب وقال: وكيف تكون عندنا رغبات مشتعلة؟ وهنا استأذن الحكيم لدقائق عدة واحضر وعاء كبيراً مليئا بالماء وسأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟ فأجاب الشاب بلهفة: طبعا... فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه فعندما نظر ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء الماء... ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب، ثم بدأ يخرج رأسه من الماء ببطء وعندما شعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه، وأخرج رأسه من الماء ونظر بغضب للحكيم وسأله: ما الذي فعلته؟! فرد عليه بهدوء ومبتسم: ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟ فقال: لم أتعلم شيئا! فقال الحكيم: لا يا بني لقد تعلمت الكثير ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء، لكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك، وبعد ذلك رغبتك زادت فبدأت بالتحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث ان دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها، وأخيرا أصبحت عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك، وعندئذ فقط نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة باستطاعتها أن توقفك، كذلك النجاح عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح، فلن يستطيع أحد ايقافك. فعندما يصبح البقاء في الحياة مهددا فستصبح دائما يقظا وسيكون الحماس أقوى لانقاذ نفسك... ولنتخيل أن لدينا هذا النوع من الحماس دائما كيف ستكون قوتنا ؟ وكم من النتائج المتميزة سنحققها. فقوة الارادة بقوة الرغبة, وكل الحركات العظيمة والمؤثرة في تاريخ العالم كانت انتصارا للرغبات المتوهجة والمفعمة بالحماس. فالسنون قد تغضن وجوهنا ولكن التخلي عن الحماس هو ما يغضن أرواحنا. فأيقظوا العملاق الساكن في الأعماق وستصبح حياتكم أحلى.

هناك تعليق واحد:

  1. حمد لله يا أستاذة أتمني ان تكوني بخير وصحة فقد وصلت الدوحة في أتم الصحة واتمنى ان تتواصل الاتصلات بيننا كما اتفقنا على ذلك في بيروت.
    وتقبلي تحياتي
    عبد الله حربكانين

    ردحذف