الأربعاء، ١٧ فبراير ٢٠١٠

انه يتكلم

التواصل مع الآخرين شيء جميل والأجمل التواصل الفعال الايجابي، هناك العديد من اللغات يستخدمها الإنسان ويتعلمها للتواصل ولكن هناك لغة واحدة يستخدمها جميع البشر... إنها لغة الجسد.
لا تحتاج إلى حروف ولا كلمات فأدواتها نغم وأوتار الأحاسيس والمشاعر فالحركات التعبيرية... الوجه، نبرات الصوت، الرأس أو اليدان أبلغ من أي كلام. فهي أفضل لغات التواصل وتعبر عن الثقافة والبيئة. ولكي نفهمها علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الفروق الثقافية والبيئية. فنستطيع أن نفهم الشخصية التي أمامنا من خلال إيماءتها، فالسياسيون يعرفون بدقة أهمية لغة الجسد، ويستخدمونها في خطبهم لتوصيل رسائل غير معلنة للجمهور، وكان الرئيس الأميركي ذو الشعبية الكبيرة جون كينيدي يستخدمها بسلاسة وطلاقة، فالبشر يتواصلون بالإيماءات والإيحاءات والرموز قبل اللغات وتأثيرها أقوى بخمس مرات من الكلمات. فمثلا عند ربط الشخص ذراعيه على صدره فهذا يعني أن هذا الشخص يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف، كما أن اتجاه الجسد أو جزء منه يدل بشكل غير مباشر على الاتجاه الايجابي نحو الشخص الآخر كأن يضع يديه على الطاولة باتجاه الشخص المتحدث فهذه دعوة لتكوين علاقة حميمة. واللمس من الأشياء التي تؤثر على التواصل الودي مع الطرف الآخر، ويجعل الحديث أكثر ألفه. ففي فرنسا معدل اللمس 110 لمسات في الساعة، أميركا لمستان، بريطانيا لا يوجد. أما السهام النافذة «العيون» فتتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون، فتحكي بلمحة ما يعجز عنه اللسان وتتسلسل إلى أعماق النفس لتبوح بكلماتها الخاصة جدا والصادقة، فالعين من مفاتيح الشخصية وتعبر عما يدور في العقل بمنتهى الشفافية فعندما يتسع بؤبؤ العين يدل على أن الإنسان سمع شيئا يسعده أما إذا ضاق فيدل على أنه سمع شيئا لا يصدقه. فالعين مرآة للحالة النفسية لأنها تعبر بشكل غير شعوري عما يكنه الإنسان من مشاعر. فهي بالنسبة للشعراء القصيدة والوحي الذي يلهم الملاحم الشعرية فهي ليست جمالا مجردا، إنما تعبر بأعظم ما ينطقه اللسان لأنها تفصح عما يخفيه القلب فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء تعكس كل المشاعر وتبوح بالأسرار، فنظرة قد تختصر ببلاغة حديثا بأكمله. والكلمة المعرفة من غير حروف «الابتسامة» فهي سيمفونية هذه اللغة فلها تأثير فسيولوجي على الجسم فتساعد على تدفق الدم الحامل للأكسجين إلى الدماغ فتنعشه وتعطيه حيوية ونشاطا، أما تأثيرها الخارجي فيكون ايجابيا جدا فالوجوه الباسمة تعطي تأثيرا مهدئا ومبهجا وترسل رسائل بالدفء والود «إن أكثر الأيام ضياعا هو اليوم الذي لم يضحك فيه المرء».
يقول غاندي: شق طريقك بابتسامة خير من أن تشقه بسيفك. وهناك دراسة أثبتت مدى أهمية لغة الجسد في التواصل الجيد مع الآخرين. فنجد أن 55 في المئة تأثر لغة الجسد، 38 في المئة نبرة الصوت، 7 في المئة الكلمات والألفاظ. انها لغة ذات دلالات عميقة نستخدمها، وقد لا ندرك مدى أهميتها في تحسين علاقتنا مع الآخرين.
فأجسادنا تفصح عما بداخلنا وإن لزم اللسان الصمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق